بقلم الباحث وابنها / سرين شعيب كبه .
التعريف بها وبنسبها الشريف :
هي السيدة عائشة مباكي ولدت في قرية لومبيل سايال القريبة من قرية جاباندال عام ١٩٣٨ ، وهي أول مولود بشر الله به والدها الشيخ صالح مباكي فسماها بجدتها العلامة الفقيهة الشيخة والو مباكي والدة السيدة جارة الله مريم بص تيمنا بها وتفاؤلا بشانها.
و أما امها فهي السيدة الطاهرة فاطمة جختي سخن ماتي جختي بنت عبد الرحمن خال الشخ صالح وهو الأخ الشقيق للشيخ حمزة جختي. وامها السيدة حنة خوما من بيت العالم الكبير الشيخ ماغانا برام خوما الشهير في منطقة كجور، وهي أيضا ام السيدة مريم نجاي والشيخ صالح توري والسيدة فاطمة غي توري .
وأما السيدة سخن ماتي جختي هذه فقد تربت على يد خالتها الشيخة الطاهرة المربية الروحية الكبيرة سخن فاطمة جختي التي عهد إليها الشيخ الخديم ببعض البنات لتربيتهن واكتساب البركة بصحبتها
تربيتها الدينية والعلمية والصوفية:
وأما السيدة عائشة والو فقد بقيت في حجر والدها في لومبيل سايل ثم انتقل الشيخ صالح إلى منطقة جوباس القريبة من تياس وأسس هناك مزرعة ومدرسة باسم غوت، فعاشت السيدة والو مباكي هناك مدة من الزمن ، قبل أن يعهد بها الوالد إلى جدتها الطاهرة سخن فاطمة جختي في جربل ، فتعلمت القرآن الكريم على يديها ودرست عليها مبادى الدين والتربية المنزلية . وقد كان للشيخ صالح علاقة خاصة بالسيدة آمنة مباكي بنت الشيخ الخديم سخن ام شيخ فعهد بها إليها فكانت معها في بيتها في قرية كر نيانغ القريبة من طوبى.
وعموما عاشت السيدة في حجر جدتها سخن فاطمة وعماتها سخن ام شيخ وسخن مؤمنة التي كانت بنت اخت لسخن فاطمة جختي، وقد عهدت إليها مهمة تربية بنتها الكبرى سخن غاد بس بنت العلامة السيخ مباكي بس واخريات كثر من بنات ال الشيخ الخديم رضي الله عنهم وبنات مشايخ المريدية اللواتي لعبن فيما بعد دورا بارزا في تربية بنات المريدية.
واجمالا يمكن االقول ان السيدة عائشة والو مباكي قضت طفولتها الاولى في بيئة اسلامية صوفية صوفية طاهرة تحت رعاية والدها الشيخ صالح مباكي وجدتها الولية التقية الذاهرة السيدة فاطمة جختي وعماتها الطاهرات االسيدة ام شيخ بنت الخديم والسيدة مومنة مباكي بنت الخديم رضي الله عنهن جميعا.
اسرتها وذريتها وابناءها
وأما قد بارك الله في حياتها وفي اولادها، فرزفها الله بنين صالحين الذين سهرت على تربيتهم وتلقين الخير ومحبة العلم والعمل وربتهم على الاخلاق الفاضلة حتى صاروا من خيرة العلماء وحفظة القران الكريم الذين اشتهروا بالتربية والتعليم وخدمة الطريقة المريدية ونشر العلوم الاسلامية منهم الشيخ أحمد مباكي ابراهيم المشهور بسرين شيخ والوا الذين يعد من كبار علماء المريدية وعبادهم وكتابهم، وهو خليفة الشيخ ابراهيم مباكي ابن ابن الشيخ محمد المصطفى ، وله مؤسسة معهد الخليل الاسلامي التي لها فروع كثيرة في طوبى، وتلعب دورا كبيرا في اعداد النشئ والجيل الصاعد من المريدين ،
وعلى هذا الدرب المبارك، سار بقية أخوته من أبناء السيدة سخن والوا الذين تميزوا بادوار هامة جدا في خدمة تراث جدهم الكريم . وهم اقتدوا بوالدهم المريد الصادق والمنفق الحسن الكبير سرين مور تال كبي الذي كان مثالا للمريد الصادق في علو الهمة والانفاق في سبيل الله وبذل الهدايا والتفاني في خدمة الشيخ صالح مباكي، وكان من مريدي الشيخ صالح السابقين الذين رافقوه واسدوا له خدمات جليلة ومتميزة في كثير من المجالات.
صفاتها واخلاقهاالفاضلة:
تتميز السيدة عائشة والو بأخلاقها الفاضلة، حيث كانت رمزًا للتقوى والعبادة والعفاف. اشتهرت بقربها من المريدين ومن الناس البسطاء العاديين، وبسعيها الدؤوب في قضاء حوائجهم، بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي أو المالي. وكانت تنوب الشيخ الوالد في التواصل والعناية بمريدي والدها القدماء السابقين ، حيث كانت تزورهم وتتفقد أحوالهم باستمرار. ولهذا السبب يوجد الآن كثير من البنات التي يحملن اسمها بسبب هذه العلاقة الخاصة بمريدي الشيخ صالح.
وكانت السيدة عائشة والوا مباكي تتحلى بمكارم الاخلاق ومعاليها ، وكانت تشبه والدها الشيخ صالح في كثير من الصقات والسمات الخلقية وكان الله خصصها بوراثتها منه عناية من الله تعالى ، ومن تلك الاخلاق الفاضلة التي عرف بها الاهتمام بالناس والايثار ، فقدكانت تجسد أخلاق والدها الشيخ صالح في الإيثار وخدمة الآخرين، وكانت توثر بخيراتها على ضعفاء الناس ، وكانت سخية وبذولة لمالها، وتنفق ما لديها بسخاء منقطعة النظير ، وكانت تهتم باضعفاء والمساكين ومن كانت سابق عهد بوالدها ، وكانت تهتم بالانسان بغض النظر عن مستواهم المالي والمهني ,
وكان الشيخ صالح يحبها ويجلها كثيرا وكان يشاروها في كثير من الأمور قبل اتخاذ القرار، ومما يدل على مكانتها عند الشيخ صالح ما رواه الشيخ مصطفى جو من عائلة الشيخ محمد جو باخا وهو ما زال حيا، وكان صديقا مقربا جدا من الشيخ صالح، حيث قال: انه كان يسير مع الشيخ حتى مرا بأطلال قرية لومبيل سايل، فخلع الشيخ خذاءه وقال له ان بنتي البكر سخن والو ولدت هنا، وفي هذا اشارة كبيرة لمن يفهم. ولقد شهد لها احد مريدي التربية في مدارس الشيخ صالح فقال : “لا اعرف عنها الا امرين انها قضت حياتها كلها فيما يرضي خالقها ربها، وفيما يرضي المخلوقين “
كان لها دور بارز في تربية البنات في المريدية وكان بيتها مدرسة مفتوحة لتربية عيال المريدين، وتعزيز مكانة المرأة في المريدية.
وكانت الشيخة مريدة صادقة لكل ما للكلمة من معنى، تجد في شخصها وسيرتها وسلوكها كل علامات الارادة الصادقة ، من محبة الشيخ والفناء فيه والولاء التام ، وبذل الهدايا، وكانت كثيرة الانفاق في سبيل الله. حيث كانت تجمع كل سنة كل ما تملك من مال ويعطيها هدية لوالدها الشيخ صالح، كانت تفعل نفس الشيء مع عمها الخليفة الشيخ عبد الأحد مباكي ، وكان اقرب أعمامها اليها، وكذلك لها علاقة خاصة مع عمها الشيخ محمد البشير مباكي، وطيلة حياتها واصلت الشيخة والو مباكي عالحفز على تلك السنة الحسنة في ارسال الهدايا الى الخليفة، فكانت ترسل الهدايا السنوية الى كل من أتوا بعد الشيخ صالح، وبالأخص الشيخ منتقى الذي كان الشيخ صالح قد اوصاها به, وكان علاقتها به من نوع خاص ، حتى أنه انتقل الى المستشفى الأكبر الجديد لزيارتها في مرضها الاخير قبيل المغال بقليل، وقبل ذلك كان يزورها في بيتها كثيرا ويرسل إليها كثيرا من الهدايا الثمينة بواسطة حفيده الشيخ مستعين مباكي وكذلك عن طريق مريده ومساعده شيخنا صل وآخرين .
وفاتها وانتقالها الى رحمة الله :
انتقلت السيدة عائشة والو إلى رحمة الله تاركة خلفها إرثًا روحيًا كبيرًا ، وكان ذلك فجر يوم الاربعاء 23 صفر بعد المغال ، الموافق ل28 اغسطس 2024، وحينما أخبر الشيخ محمد المنتقى برحيل السيدة الى جوار ربها قال إن السيدة والوا تستحق كل انواع الاجلال والتكريم، ولكني اوصي بأن تدفن في مقبرة البقيع ، وتجهز بعد صلاة العصر في المقبرة القديمة، وامر بإقامة العزاء في اليوم الثالث تبركا بيوم الجمعة،
وختاما : نسال الله ان يغفر لها ويرحمها وينور قبرها ويكرم مثواها، ويبواأها مقعد صدق عند مليك مقتدر بجوار الصديقين والشهداء والصالحين في معية والدها الشيخ صالح مباكي عند حضرة الشيخ الخديم والنبي صلى الله عليه وسلم بجوار فاطمة بنت الرسول صلى الله واله.
اللهم صل على محمد واله وصحبه وسلم تسليما.
